في بيت أبي منازل كثيرة ... آتي أيضًا وآخذكم إليَّ يوحنا 2:14
د. بلاك طبيب ناجح ومرموق في مجتمعه، وهو أيضًا زوج صالح، وأب مُلتزم، لا سيما تجاه ابنه بوب. وهذا الطفل لا يفارق والده أبدًا من لحظة عودة الأب إلى المنزل، بل وفي بعض الأحيان كان يصحب الطبيب طفله اللطيف هذا في زيارته للمرضى.
ولكن كان هناك مكان واحد لم يذهب إليه الأب والابن معًا على الإطلاق. هذا المكان هو الكنيسة، إذ في صباح كل أحد، كان بوب يذهب بصُحبة والدته وشقيقته إلى الكنيسة، ولم يكن يصحبهم الأب بأي حال، لأنه لم يكن مقتنعًا بجدوى الدين.
استمتع بوب بمدارس الأحد وأحب المدرس. وذات يوم، كان الدرس بعنوان: "بيتنا السماوي" وقد كان مشوقًا للأولاد جدًا، وثارت حوله أسئلة كثيرة منهم، وسأل المدرس بوب: "عندما تذهب إلى السماء، ما هو أول شيء ستراه هناك؟". تلعثم بوب ورَّد بهدوء: "أنا لن أذهب إلى السماء" .. رّد المدرس في دهشة: "لماذا يا بوب؟ بكل تأكيد أنت تريد الذهاب إلى هناك، كل الأولاد والبنات يريدون ذلك". رّد الطفل: كلا. "أنا أريد الذهاب مع أبي.
أمي وشقيقتي ستذهبان للسماء". وكم كانت هذه الإجابة مؤلمة لقلب المدرس!
وبعد يومين أو ثلاثة، وبينما كان المدرس يُعالج عند د. بلاك، أبو الولد، قص عليه هذه الواقعة.
وفي البداية حاول الطبيب أن يضحك على هذا الموقف إذ حسبه دعابة كبيرة، لكنه في الواقع كان يهتز في أعماقه ورّد: "نعم، هذا هو بوب فعلاً، فهو دائمًا يريد أن يذهب إلى حيث أذهب أنا".
ردّ المدرس بسرعة: وأين ستذهب يا دكتور؟ وهنا أصاب سؤال الأخ المريض قلب الطبيب في الصميم، ولم يجد هذا الجرَّاح الشهير مَهربًا من تعليق ابنه الصغير هذا، وظل تعليق الولد على سؤال المدرس له، وسؤال المدرس للأب، يطاردانه حتى انحنى على ركبتيه في توبة حقيقية لله، وقَبِل الرب يسوع المسيح مخلصًا شخصيًا له، وأصبح في المسيح خليقة جديدة وأصبح د. بلاك من الآن رفيقًا آمنًا للصغير بوب.
إِذًا إِنْ كَانَ أَحَدٌ فِي الْمَسِيحِ فَهُوَ خَلِيقَةٌ جَدِيدَةٌ: الأَشْيَاءُ الْعَتِيقَةُ قَدْ مَضَتْ، هُوَذَا الْكُلُّ قَدْ صَارَ جَدِيدًا
هل أنت رفيق آمن بالنسبة لابنك الصغير، أو بنتك؟ او لزوجتك او الى اصدقائك وإلى أين تقودهم؟ وإن كان طفلك يذهب معك في كل مكان، فإلى أي مكان ستصحبه في مصير أبدي مشترك؟
منقوول